السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم
تتعرض دولة الإسلام لأوقات عصيبة وعواصف منذرة ورياح مرعبة مثلما تعرضت في
القرن السابع الهجري؛ حيث دمّرت جيوش المغول بقيادة جنكيز خان حواضر
الإسلام الكبرى في المشرق الإسلامي، وسفكت دماء المسلمين، وأتت على معالم
الحضارة والمدنية، ولم تستطع قوة إسلامية أن توقف هذا الزحف الكاسح،
وانهارت الجيوش الإسلامية وتوالت هزائمها، وتتابع سقوط الدول والمدن
الإسلامية كأوراق الشجر في موسم الخريف.
وأطمع ضعف المسلمين
وخور عزائمهم المغول في أن يتطلعوا إلى مواصلة الزحف تجاه الغرب، وإسقاط
الخلافة العباسية وتقويض دعائمها، ولم تكن الخلافة في وقت من الأوقات أضعف
مما كانت عليه وقت الغزو المغولي؛ فخرج هولاكو سنة (651هـ= 1253م) على رأس
حملة جرارة، تضم مائة وعشرين ألف جندي من خيرة جنود المغول، المدربين
تدريبًا عاليًا على فنون القتال والنزال، والمزودين بأسلحة الحرب وأدوات
الحصار، تسبقهم شهرتهم المرعبة في القتل وسفك الدماء، ومهارتهم الفائقة في
الحرب، وشجاعتهم وقوة بأسهم في ميادين القتال.
سقوط الخلافة العباسية
اجتاحت قوات المغول
الأراضي الإيرانية، ولم تجد ما يعوق حركتها حتى وصلت إلى بغداد، فضربت
حصارًا عليها، ولم يكن لها قدرة على رفع هذه الجيوش الجرارة؛ فاستسلمت في
خنوع إلى الغازي الفاتك فدخلها في (4 من صفر 656 هـ = 10 من فبراير
1258م)، واستباح جنوده المدينة المنكوبة، وقتلوا السواد الأعظم من أهلها
الذين قدروا بنحو مليون قتيل، ولم يكن خليفة المسلمين وأسرته بأسعد حال من
أهالي المدينة، حيث لقوا حتفهم جميعًا، وأضرم التتار النار في أحياء
المدينة، وهدموا مساجدها وقصورها، وخربوا مكتباتها، وأتلفوا ما بها من
تراث إنساني، وأصبحت المدينة التي كانت عاصمة الدنيا وقبلة الحضارة أثرًا
بعد عين.
أوضاع الشام قبل حملة هولاكو
كانت بلاد الشام في
أثناء تلك المحنة يحكم الأيوبيون أجزاء كبيرة منها، ولم تكن العلاقات
بينهم ودية على الرغم من انتسابهم إلى بيت واحد وأسرة كريمة هي أسرة صلاح الدين الأيوبي،
وبدلا من أن توحدهم المحنة وتجمع بين قلوبهم ويقفوا صفًا واحدًا هرول
بعضهم إلى هولاكو يعلن خضوعه له، مثلما فعل الناصر يوسف الأيوبي صاحب دمشق
وحلب، وكان أقوى الأمراء الأيوبيين وأكثرهم قدرة على مواجهة هولاكو لو
رغب، لكنه لم يفعل وأرسل ابنه العزيز إلى هولاكو يحمل إليه الهدايا، ويعلن
خضوعه له، ويطلب منه أن يساعده على الاستيلاء على مصر وتخليصها من حكم
دولة المماليك الناشئة التي انتزعت الملك من بيته.
لكن هولاكو رأى في
عدم قدوم الناصر إليه بنفسه استهانة به، فكتب إليه رسالة غاضبة يأمره
بالإسراع إليه وتقديم آيات الولاء والخضوع دون قيد أو شرط، فانزعج الناصر،
وأدرك أن مسعاه قد خاب، واستعد استعداد الخائف لمواجهة المغول، وبعث
بأسرته إلى مصر.
حملة هولاكو
خرج هولاكو في رمضان
(657هـ= 1259م) من عاصمة دولته مراغة في أذربيحان، متجهًا إلى الشام، معه
حلفاؤه من أمراء جورجيا وأرمينيا، يقود طلائعه قائده \\"كيتوبوقا\\"، متجهين
إلى الشام، وكانت ميافارقين بديار بكر أول ما تبتدئ به الحملة الغازية،
فصمدت المدينة للحصار مدة طويلة دون أن يفلح المغول في اقتحامها، غير أن
طول الحصار ونفاد المؤن وانتشار الأوبئة وهلاك معظم السكان دفع إلى
استسلام المدينة.
وفي أثناء الحصار
كانت جيوش المغول تستولي على المدن المجاورة، فسقطت ماردين، وحران، والرها
وسروج والبيرة، ثم واصل الجيش زحفه إلى حلب وحاصرها حصارًا شديدًا، حتى
استسلمت في (9 من صفر 658هـ- 25 من يناير 1260م)، وأباح هولاكو المدينة
لجنوده سبعة أيام فعاثوا فيها فسادًا، ونشروا الخراب في كل أرجائها، ولم
تكد تصل هذه الأنباء المفجعة إلى دمشق حتى آثر أهلها السلامة بعد أن فر
حاكمها الناصر يوسف الأيوبي، وسارعوا إلى تسليم المدينة، وشاءت الأقدار أن
يغادر هولاكو الشام ويعود إلى بلاده تاركًا مهمة إكمال الغزو لقائده
\\"كيتوبوقا\\" فدخل دمشق في (15 من ربيع الأول 658هـ= 1 من مارس 1260م).
الأوضاع في مصر
وكان من نتيجة هذا
الغزو أن فر كثير من أهل الشام إلى مصر التي كانت تحت سلطان دولة
المماليك، ويحكمها سلطان صبي هو الملك \\"المنصور نور الدين علي بن المعز
أيبك\\"، وفي هذه الأثناء بعث الملك الناصر يوسف الذي أفاق بعد فوات الأوان
برسول إلى مصر يستنجد بعساكرها للوقوف ضد الزحف المغولي، وكانت أخبار
المغول قد انتشرت في مصر وأحدثت رعبًا وهلعًا.
ولما كان سلطان مصر غير جدير بتحمل مسئولية البلاد في مواجهة الخطر القادم، فقد أقدم نائبه \\"سيف الدين قطز\\"
على خلعه، محتجًا بأنه لا بد من سلطان قاهر يقاتل هذا العدو، والملك الصبي
صغير لا يعرف تدبير المملكة، ولم يجد قطز معارضة لما أقدم عليه؛ فالخطر
محدق بالبلاد، والسلطان قد ازدادت مفاسده وانفض الجميع من حوله.
لم
تتعرض دولة الإسلام لأوقات عصيبة وعواصف منذرة ورياح مرعبة مثلما تعرضت في
القرن السابع الهجري؛ حيث دمّرت جيوش المغول بقيادة جنكيز خان حواضر
الإسلام الكبرى في المشرق الإسلامي، وسفكت دماء المسلمين، وأتت على معالم
الحضارة والمدنية، ولم تستطع قوة إسلامية أن توقف هذا الزحف الكاسح،
وانهارت الجيوش الإسلامية وتوالت هزائمها، وتتابع سقوط الدول والمدن
الإسلامية كأوراق الشجر في موسم الخريف.
وأطمع ضعف المسلمين
وخور عزائمهم المغول في أن يتطلعوا إلى مواصلة الزحف تجاه الغرب، وإسقاط
الخلافة العباسية وتقويض دعائمها، ولم تكن الخلافة في وقت من الأوقات أضعف
مما كانت عليه وقت الغزو المغولي؛ فخرج هولاكو سنة (651هـ= 1253م) على رأس
حملة جرارة، تضم مائة وعشرين ألف جندي من خيرة جنود المغول، المدربين
تدريبًا عاليًا على فنون القتال والنزال، والمزودين بأسلحة الحرب وأدوات
الحصار، تسبقهم شهرتهم المرعبة في القتل وسفك الدماء، ومهارتهم الفائقة في
الحرب، وشجاعتهم وقوة بأسهم في ميادين القتال.
سقوط الخلافة العباسية
اجتاحت قوات المغول
الأراضي الإيرانية، ولم تجد ما يعوق حركتها حتى وصلت إلى بغداد، فضربت
حصارًا عليها، ولم يكن لها قدرة على رفع هذه الجيوش الجرارة؛ فاستسلمت في
خنوع إلى الغازي الفاتك فدخلها في (4 من صفر 656 هـ = 10 من فبراير
1258م)، واستباح جنوده المدينة المنكوبة، وقتلوا السواد الأعظم من أهلها
الذين قدروا بنحو مليون قتيل، ولم يكن خليفة المسلمين وأسرته بأسعد حال من
أهالي المدينة، حيث لقوا حتفهم جميعًا، وأضرم التتار النار في أحياء
المدينة، وهدموا مساجدها وقصورها، وخربوا مكتباتها، وأتلفوا ما بها من
تراث إنساني، وأصبحت المدينة التي كانت عاصمة الدنيا وقبلة الحضارة أثرًا
بعد عين.
أوضاع الشام قبل حملة هولاكو
كانت بلاد الشام في
أثناء تلك المحنة يحكم الأيوبيون أجزاء كبيرة منها، ولم تكن العلاقات
بينهم ودية على الرغم من انتسابهم إلى بيت واحد وأسرة كريمة هي أسرة صلاح الدين الأيوبي،
وبدلا من أن توحدهم المحنة وتجمع بين قلوبهم ويقفوا صفًا واحدًا هرول
بعضهم إلى هولاكو يعلن خضوعه له، مثلما فعل الناصر يوسف الأيوبي صاحب دمشق
وحلب، وكان أقوى الأمراء الأيوبيين وأكثرهم قدرة على مواجهة هولاكو لو
رغب، لكنه لم يفعل وأرسل ابنه العزيز إلى هولاكو يحمل إليه الهدايا، ويعلن
خضوعه له، ويطلب منه أن يساعده على الاستيلاء على مصر وتخليصها من حكم
دولة المماليك الناشئة التي انتزعت الملك من بيته.
لكن هولاكو رأى في
عدم قدوم الناصر إليه بنفسه استهانة به، فكتب إليه رسالة غاضبة يأمره
بالإسراع إليه وتقديم آيات الولاء والخضوع دون قيد أو شرط، فانزعج الناصر،
وأدرك أن مسعاه قد خاب، واستعد استعداد الخائف لمواجهة المغول، وبعث
بأسرته إلى مصر.
حملة هولاكو
خرج هولاكو في رمضان
(657هـ= 1259م) من عاصمة دولته مراغة في أذربيحان، متجهًا إلى الشام، معه
حلفاؤه من أمراء جورجيا وأرمينيا، يقود طلائعه قائده \\"كيتوبوقا\\"، متجهين
إلى الشام، وكانت ميافارقين بديار بكر أول ما تبتدئ به الحملة الغازية،
فصمدت المدينة للحصار مدة طويلة دون أن يفلح المغول في اقتحامها، غير أن
طول الحصار ونفاد المؤن وانتشار الأوبئة وهلاك معظم السكان دفع إلى
استسلام المدينة.
وفي أثناء الحصار
كانت جيوش المغول تستولي على المدن المجاورة، فسقطت ماردين، وحران، والرها
وسروج والبيرة، ثم واصل الجيش زحفه إلى حلب وحاصرها حصارًا شديدًا، حتى
استسلمت في (9 من صفر 658هـ- 25 من يناير 1260م)، وأباح هولاكو المدينة
لجنوده سبعة أيام فعاثوا فيها فسادًا، ونشروا الخراب في كل أرجائها، ولم
تكد تصل هذه الأنباء المفجعة إلى دمشق حتى آثر أهلها السلامة بعد أن فر
حاكمها الناصر يوسف الأيوبي، وسارعوا إلى تسليم المدينة، وشاءت الأقدار أن
يغادر هولاكو الشام ويعود إلى بلاده تاركًا مهمة إكمال الغزو لقائده
\\"كيتوبوقا\\" فدخل دمشق في (15 من ربيع الأول 658هـ= 1 من مارس 1260م).
الأوضاع في مصر
وكان من نتيجة هذا
الغزو أن فر كثير من أهل الشام إلى مصر التي كانت تحت سلطان دولة
المماليك، ويحكمها سلطان صبي هو الملك \\"المنصور نور الدين علي بن المعز
أيبك\\"، وفي هذه الأثناء بعث الملك الناصر يوسف الذي أفاق بعد فوات الأوان
برسول إلى مصر يستنجد بعساكرها للوقوف ضد الزحف المغولي، وكانت أخبار
المغول قد انتشرت في مصر وأحدثت رعبًا وهلعًا.
ولما كان سلطان مصر غير جدير بتحمل مسئولية البلاد في مواجهة الخطر القادم، فقد أقدم نائبه \\"سيف الدين قطز\\"
على خلعه، محتجًا بأنه لا بد من سلطان قاهر يقاتل هذا العدو، والملك الصبي
صغير لا يعرف تدبير المملكة، ولم يجد قطز معارضة لما أقدم عليه؛ فالخطر
محدق بالبلاد، والسلطان قد ازدادت مفاسده وانفض الجميع من حوله.
- .
10th سبتمبر 2010, 10:33 am من طرف dr.honeycomb
» ان الرجل لترفع درجته فى الجنة باستغفار ولده
4th سبتمبر 2010, 2:51 am من طرف sadheart
» فضل الدعاء
4th سبتمبر 2010, 2:47 am من طرف sadheart
» بعض الأذكار بصورة مبسطة لأطفالنا الصغار
4th سبتمبر 2010, 2:45 am من طرف sadheart
» بيت المسلم وبيت العنكبوت ..
4th سبتمبر 2010, 2:41 am من طرف sadheart
» ألقاب الصحابة الكِرام
4th سبتمبر 2010, 2:35 am من طرف sadheart
» ذكراهم العطرة
4th سبتمبر 2010, 12:31 am من طرف dr.honeycomb
» يوم فى حياة صائم
6th أغسطس 2010, 12:07 am من طرف dr.honeycomb
» الآن بث مباشر: للدكتور حازم شومان
1st يوليو 2010, 5:02 pm من طرف Admin
» تكريم اليد اليمنى حال الإستنجاء
14th يونيو 2010, 8:54 pm من طرف dr.honeycomb
» سيرة "" العتيق"" أبى بكر الصديق
14th يونيو 2010, 8:07 pm من طرف dr.honeycomb
» الحلف بالطلاق .......... هل يقع؟
13th يونيو 2010, 10:22 pm من طرف Admin
» ماحكم طلاق السكران؟
13th يونيو 2010, 10:16 pm من طرف Admin
» فضل الصبر
27th مايو 2010, 11:34 pm من طرف أنينى
» لماذا الزانيه قبل الزاني والسارق قبل السارقه؟ ??
27th مايو 2010, 11:20 pm من طرف أنينى